🔷 البشير
كتب الصحفي عمار محمد ادم
الطريقة التي كان يفكر بها عمر البشير امر لابد من معرفته ومن المؤكد ان لديه القدرة علي التعامل مع الازمات مستفيدا من المراوغة السياسية التي يكسب بها الوقت كعامل مهم لديه في تجاوز الازمة للاحاطة بها من كل جوانبها وجمع اكبر قدر من المعلومات لذلك فان عنصر الوقت امر مهم في تحديد خطواته لتجاوز الازمة لذلك تراه يتحرك حركة كثيرة وغير منتظمة بمايبدو انه نوع من الارتباك ولكنه خلال ذلك يرتب خطواته فيما يشبه خطوات تنظيم عند العسكريين.وقد يتخذ القرار ولكن بعد لأي شديد متحينا الظروف المناسبة مستفيدا من تداعي الاحداث ليحدد مسارها واتجاهاتها وقد يسير في اتجاه الريح زمنا حتي يبدو للمتأمل غير الحصيف ان هذا هو اتجاههه وقراره ولكنه يحرك رقاع الشطرنج في هدوء ويمسك بمفاتيح اللعبة ولاعبا علي التناقضات وهذا جزء مهم وعنصر اصيل في طريقة تفكيره وهو لايبدي حقيقته كثيرا حتي لاقرب المقربين اليه لذلك يصعب التكهن بما هو مقبل عليه وقد يطلق بالونات هوائية تضلل الصواريخ المتجهة اليه ويجعلها تطيش قد اكتسب في ذلك تجربة وتمرس علي تمويه العدو وخداعه وصرف انظاره في اتجاهات مختلفة وشغله بامور لاصلة لها بما هو مقدم عليه.
وفي اطار تحليلنا لشخصية عمر البشير وطريقة تفكيره لابد ان نعترف بحقيقة انه وافر الذكاء بما ينفي عنه مطلقا اي نسبة من الغباء وان سعي لان يبدو كذلك احيانا درأ للمخاطر وكسبا للوقت للتهيؤ والتأهب للقادم وهو محترف فيما يتعلق بصراع الكراسي وضرب الخصوم ببعضها البعض وبهذه الطريقة استطاع ابتداء التخلص من الاقوياء والشركاء الاصلاء في مجلس قيادة الثورة وعمل بمبدأ ( تمسكن حتي تتمكن) في علاقته المعقدة مع التنظيم الاسلامي وقياداته وكوادره ولم يكن يحالفه الحظ فقط وانما كان يسعفه ذكاؤه وينجده دهاؤه وهو ليس لاعب كرة القدم ولكنه كان اداري وقيادي في نادي كوبر لكرة القدم يعرف كيف تتم عملية الصراعات داخل مجالس الادارات حين كان علي قمة ذلك النادي حيث تتخذ الاشياء هنا شكلا مختلفا في هذا الحي العريق.
كان عمر البشير لايستخدم قدراته فقط في الصراع الداخلي وشراكته مع الاسلاميين ولكن لديه الخبرة في المناورات الدولية والاقليمية ومن المهم معرفة انه قد حصل علي الماجستير في العلوم العسكرية من الولايات المتحدة الامريكية وكان في الدرجة المتقدمة الاولي في حصوله علي الماجستير من كلية القادة والاركان السودانية ونال الزمالة من ماليزيا وحصل علي نسبة عالية في الشهادة السودانية ولكن هذه المؤهلات الاكاديمية قد لا تكون كافية او حتي ذات جدوي في معترك السياسة والحكم ولكن الظروف الاجتماعية والمكونات الشخصية قد تكون ذات الاثر الاكبر وطريقة تعامله مع ظروف المحكمة الجنائية الدولية والاستفادة منها داخليا وتسخيرها لزيادة شعبيته في ذلك الوقت وخاصة ان الشخصية السودانية يشكل البعد العاطفي فيها بعدا كبيرا وكانت امي رحمها الله كلما اطل البشير في تلفزيون السودان في تلك الايام قالت وبشكل مؤثر(وآشرى يايمة) وكانت تعبر بذلك عن عاطفة تجاههه.
الطريقة التي يتبعها البشير في اللعب علي المتناقضات قد لاتتوفر له الان علي المستوي الداخلي ولكنها قد تكون متوفرة وبكثرة علي المستوي الدولي والاقليمي الا انها خطرة جدا وهو يواجه الان واقعا داخليا معقد يشكل فيه العامل الاقتصادي النسبة الاعلي وهو مايقف البشير امامه الان عاجزا ولم تجد كل الحلول ومنها تغيير محافظي بنك السودان علي طريقة تغيير مدربي الهلال ولم يستطع ان يصل الي اي حلول جذرية لمشكل الاقتصاد السوداني وجاءت كل الحلول وقتية واسعافية ولربما امنية وهنا يتدخل العامل الخارجي الدولي والاقليمي كعنصر اساسي في ذلك وهنا تصعب المناورة السياسية في ظل الاحتقان الشديد مابين بعض الجهات الاقليمية ويستلزم اتخاذ موقف حاسم لايحتمل الوقوف في مسافة واحدة من الجميع وقد لايكون البعد الدولي بذات الحساسية ولكن تؤثر فيه عوامل موضوعية علي ارض الواقع ومن ذلك ايجاد الروس موطء قدم بالتزويد بالوقود في البحر الاحمر او تواجدهم في غرب افريقيا حيث النفوذ الالماني الفرنسي بما يجعل الاتحاد الاروبي في موقف موحد.
اعتقد ان التظاهرات التي عمت الخرطوم قد اتاحت للبشير فرصة نادرة للتخلص من شركائه الاسلاميين ولكن التظاهرات لم تهدأ وقد جعلت البشير هدفا لذاته وهذا مايجعل البشير مكتوف الايدي تجاهها ولكنه كعادته كان يراهن علي عامل الوقت ويظل يبحث عن حلفاء جدد وتسارع قوي نداء السودان لعرض نفسه مع احزاب من الحوار ولكن البشير يفضل الميل الي الختمية والاتحاديين علي الاقل قد يجد منهم مدد روحي وقد يسلمهم الامر برمته وعين علي السعودية واخري علي مصر وهو لايحاول التفاهم مع اليسار . ويسقط النظام ويغادر البشير ةلساحة مازالت تحفل بالاحداث والمحاولات والتحولات والمناورات والتحركات وهي لم تسقط بعد. حتي والبشير يحاكم او يصارع الموت
0 تعليقات